العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في نقاية الصحفيين بالقاهرة: نحن لم نعد في حاجة للقتال ولكن للجهاد . | |||
نحن بحاجة إلى جهاد العصر, وهو يحتاج إلى جيوش جرارة من الدعاة والمعلمين والإعلاميين المدربين الأكفاء الأمناء المقتدرين على مخاطبة العالم وأممه بلغاته المختلفة ليبينوا لهم حقيقة وسماحة الإسلام. فمراتب الجهاد 13 مرتبة, منها جهاد النفس والشيطان والظلم والفسوق والمنافقين والكفار قال تعالى: " فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا " سورة الفرقان : 52 ، أي جهاد الدعوة والتبليغ ..الجهاد بالكلمة وباللسان، والجهاد بالقوة واحد من هذه الأنواع. هذا ما أكده العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في الندوة التي نظمتها نقابة الصحفيين بالقاهرة مساء الأربعاء 19/8/2009 بمناسبة إصدار الشيخ كتابه الجديد " فقه الجهاد " . قدم الندوة الأستاذ صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين واصفاً القرضاوي بأنه عالم الأمة المجدد العابد الملتحم والمختلط بالجماهير. وقال إن فضيلته ينتمي لصفوة دعاة الوسطية ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي, والشيخ محمد الغزالي الذي قال عن شيخنا القرضاوي في يوم من الأيام إنه تلميذه وأصغر منه سناً ولكنه اليوم أستاذه. وذكر الأستاذ صلاح عبد المقصود موقفاً للشيخ القرضاوي على لسان حبيبه ورفيق دربه الدكتور أحمد العسال بارك الله في عمره, أنهم أثناء دراستهم وهم تلاميذ صغار كان معلمهم يسأل كل تلاميذه عن أمنية كل منهم, ويمر على كل تلميذ ويسمع أمنيته وكان يسخر منهم جميعاً, حتى أتى الى تلميذه القرضاوي وسأله فأجاب القرضاوي أطمح أن أكون شيخاً للأزهر فتوقع الشيخ أن يسخر منه أستاذه ولكنه فوجئ برده " الطموح ياولدي يوصل الإنسان إلى أعلى المراتب". وعلق وكيل نقابة الصحفيين قائلا : إن من فضل الله علي شيخنا الجليل أنه لم يصبح شيخاً للأزهر، بل أصبح شيخاً للأمة حيث إن منصب شيخ الإزهر تحيطه الحسابات أما شيخ الأمة فلا حسابات له, وشيخ الأزهر يعين بقرار جمهوري, أما شيخ الأمة فيعين بقرار من الأمة. وأشاد بالعمل الموسوعي الهام, والذي يعد أهم كتاب صدر هذا العام, والذي تعب فيه الشيخ مباشرة وقصداً لعدة سنوات, وتعب فيه بصورة غير مباشرة لعقود من السنين, ولم يتعجل في إخراجه حتى أخذ وقته من التصحيح والمقارنة والتعقيب والتنقيح وهو كتاب " فقه الجهاد " وهو عبارة عن 1500 صفحة من القطع الكبير ببنط صغير، والذي صدر في مجلدين عن مكتبة وهبة. في بداية كلمته تحدث الشيخ يوسف القرضاوي عن دافعين له لتأليف هذا الكتاب, الأمر الأول وقد جاء من الغرب الذي اتهم الإسلام بالعنف واتهم المسلمين بالإرهاب, حتى قالو إن العنف ليس فقط في الشريعة, بل في عقيدة المسلمين لأن إلههم جبار قهار منتقم, ونسى هؤلاء أن الله هو الرحمن الرحيم, وأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي وصف الله عز وجل بهذا الوصف بخلاف الكتب السماوية الأخرى ولم يأت وصف "الجبار" سوى مرة واحدة في سورة الحشر ولكن "الرحيم" ذكرت كثيراً فهو أرحم الراحمين ورحمته وسعت كل شئ. ويكفي أن 113 سورة من القرآن تبدأ جميعها باسم الله الرحمن الرحيم, وهناك سنن الله في النبوات السابقة حين يكذب الناس أنبياءهم, لكن القرآن لم يعاقب الناس بهذه السنن ففرض على المسلمين أن يقاوموا الشر بالشر, فأردنا أن نزيل ونكذب هذه الفرية, بادعاءاتهم الباطلة بأن الدين دين عنف والمسلمون أمة إرهابية, ودعاوى انتشار الإسلام بالسيف. وقال الشيخ : أما قول الله تعالى ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) فهذه الآية قالوا عنها إنها آية (السيف ) كما يزعمون ولكنها تؤكد على أن الإسلام ليس دين عنف ولم ينتشر بالسيف كما يقول إمامنا الغزالي : الإسلام لم ينتصر بالسيف ولكن انتصر للسيف. وقد رفع السيف في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بعث بالإسلام وحوصر اقتصادياً وإجتماعيا هو ومن معهً حتى أكلوا ورق الشجر. والنبي صلى الله عليه وسلم أول من دعا إلى السلام فقال " دعوا الحبشة ما وادعوكم, واتركوا الترك ما تركوكم". ويقول أيضاً " لاتتمنوا لقاء العدو, وسلوا الله العافية, فإذا لقيتموهم فاصبروا, واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف". وذكر العلامة القرضاوي أنه بعد صلح الحديبية نزلت سوة الفتح " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " الفتح : 1 ، وقد اعتبره القرآن ذلك الصلح فتحاً، بل فتحاً مبيناً، وتعجب الصحابة وقالوا أفتح هو يا رسول الله.؟ لم يتصوروا فتح بدون حرب فنزلت السورة لتكون درسا لهم . كما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم " كلمة حرب " من المفردات الكريهة ودعا من تسمى بهذا الإسم أن يغيره. الأمر الثاني ظهور فئة من المسلمين فهمت الجهاد على أنه ( قتال العالم كله ).. من حارب المسلمين, أو وقف في سبيل دعوتهم, أو فتن المسلمين في دينهم, ومن ألقى إلى المسلمين السلم, ومد يد المسالمة والمصالحة لهم, فلم يشهر في وجوههم سيفاً, ولم يظاهر عليهم عدوا, فكل الكفار عند هذه الفئة سواء في وجوب مقاتلتهم فالكفر وحده سبب كاف لقتال غير المسلمين! وكل ماورد من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية, تدعو إلى مسالمة من سالمنا, أو البر والإقساط لمن لم يقاتلنا في الدين, ولم يخرجنا من ديارنا, أو يظاهر على إخراجنا, ونحو ذلك. فكل هذه الآيات جعلوها آيات منسوخة أي موجودة في المصحف خطأ, معدومة المعنى. وأشار العلامة القرضاوي إلى أن أمثال المؤرخ البريطاني ( توماس أرنولد ) في كتابه ( الدعوة إلى الإسلام ), الذين يؤكدون أن الإسلام انتشر بالدعوة والحجة والإقناع وأخلاق المسلمين, لا بالسيف والسنان في رأي هذه الفئة من المسلمين مضللون, يريدون أن يبعدوا المسلمين عن الجهاد. وأكد أن هذا الفكر كان له آثاره السيئة في أنفس من آمن به من الشباب المخلص في نيته فحمل السلاح على قومه وأهله, وقاتلوا وقتلوا ، وباتوا يوزعون تهمة الكفر على كل من يخالفهم من الناس, حتى ألصقوا بالإسلام تهمة ( العنف ) وهو منهم براء وأخذوا يقتلون من السياح وركاب الطائرات والرهائن وأمثالهم, ليرهبوا غيرهم بقتلهم أو باختطافهم واحتجازهم, وبذلك ألصقوا بالإسلام تهمة أخرى هي تهمة ( الإرهاب ). وأكد الشيخ القرضاوي أن الجهاد من أعظم الموضوعات خطراً, لما له من قيمة وأهمية في الحفاظ على هوية الأمة, والدفاع عن كيانها المادي والمعنوي, وعن أرضها وأهلها, وعن رسالتها وهي رسالة الإسلام. وأنه بغير الجهاد يصبح حماها مستباحاً, ودم أبنائها رخيصاً, وتهون الأمة عند أعدائها. وشدد على أهمية أن تعد الأمة نفسها للجهاد عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ونفسيا وأخلاقيا، وأنها إن لم تقم بذلك تداعت عليها الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها. كما نبأنا الحديث الشريف،الذي نبهنا إلى مؤامرة دولية مرتقبة على المسلمين، رغم كثرتهم العددية، ولكنهم ـ كم بلا كيف.. وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الآكلة إلى قصعتها" فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟ قال " بل أنتم يومئذ كثير, ولكنكم غثاء كغثاء السيل, ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم, وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل : يارسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت" ). فالرسول صلى الله عليه وسلم أوضح سبب ضعف الأمة ووهنها وأنه سبب نفسي وأخلاقي في الأساس، وهو حب الدنيا وكراهية الموت. ولكن من الخطر والخطل كما قال القرضاوي أن يفهم الجهاد على غير وجهه, ويوضع في غير موضعه, وتستباح باسمه دماء معصومة, وأرواح بريئة, وتستحل باسمه حرمات وأموال وديار بغير حق, ويتهم بسبب ذلك المسلمون والإسلام بالعنف والإرهاب والعدوان, وهذا ماحدث بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ( 11 سبتمبر) 2001م. كما أكد على أهمية جهاد العصر, وأنه يحتاج إلى جيوش جرارة من الدعاة والمعلميين والإعلاميين المدربين الأكفاء الأمناء المقتدرين على مخاطبة العالم وأممه بلغاته المختلفة فيخاطب العوام بالعوام والخواص بالخواص ليبينوا لهم, ويؤثروا في عقولهم وعواطفهم. وقال القرضاوي: فاليوم وقد أتاحت لنا وسائل العصر أن نبلغ العالم كله دعوتنا, وأن نسمعهم كلمتنا, دون أن يستطيع حاكم أن يمنعنا من ذلك, فإن المستشرقين لديهم أربعين ألفاً مجندين لخدمة مشروعهم عبر جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والشبكة العنكبوتية ، وهذا للأسف الشديد ، مالانملك عشر معشاره بل ولا واحدا على الأف من المطلوب في هذا الميدان، فنحن لم نعد في حاجة للقتال ولكن للجهاد |
المواضيع الأخيرة
2 مشترك
لم نعد بحاجه للقتال نحن بحاجه للجهاد
بدر- المدير العام
- مساهمة رقم 1
لم نعد بحاجه للقتال نحن بحاجه للجهاد
ليالينا
- مساهمة رقم 2
رد: لم نعد بحاجه للقتال نحن بحاجه للجهاد
نحن بحاجة إلى جهاد العصر, وهو يحتاج إلى جيوش جرارة من الدعاة والمعلمين والإعلاميين المدربين الأكفاء الأمناء المقتدرين على مخاطبة العالم وأممه بلغاته المختلفة ليبينوا لهم حقيقة وسماحة الإسلام
فعلا والله نحن بحاجة لذلك
ما اجمل التعامل بالعقل
مشكور اخوي وتقبل مروري
فعلا والله نحن بحاجة لذلك
ما اجمل التعامل بالعقل
مشكور اخوي وتقبل مروري
2010-09-29, 19:46 من طرف بدر
» موسوعة الهدي و النور للشيخ الألباني علي اسطوانة dvd
2010-06-13, 01:43 من طرف resala
» إن لله وإنا اليه راجعون
2010-06-02, 14:20 من طرف سعوديه ذوق
» أرقام المشايخ وطلبة العلم والمفسرين
2010-06-02, 13:49 من طرف سعوديه ذوق
» أنت رائــــــــــــــــــــــع
2010-06-02, 13:42 من طرف سعوديه ذوق
» خلفيات لسطح المكتب روعة
2010-06-02, 09:11 من طرف سعوديه ذوق
» دعواتكم لرجالنا
2010-04-10, 20:24 من طرف $M$͵ɌôOô
» رحال وريم العساف هلاوين ومرحبتين
2010-03-24, 15:07 من طرف امة الله
» ღ♥ღ حكاية رماديةإحترقت ألوانها /بـ الأمس ღ♥ღ
2010-03-22, 22:46 من طرف الشوق عطري
» لوحات وبطاقات
2010-03-22, 22:24 من طرف الشوق عطري
» ربي مااحلمك!
2010-03-20, 04:06 من طرف امة الله
» أسأل الله أني أكون ضيف خفيف عليكم
2010-03-19, 04:39 من طرف لطوف الخير
» غرقْ الغ‘ـرقاآنْ أكثرْ ~’’
2010-03-19, 04:21 من طرف لطوف الخير
» يالله ..يالله .. يالله
2010-03-18, 01:40 من طرف $M$͵ɌôOô
» نصائح قبل طرح أي موضوع في القسم الاسلامي
2010-01-28, 19:33 من طرف لطوف الخير