بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام
على رسول الله وبعد :
فالحياة تحمل في طياتها زخم
كبير من المصاعب والمتاعب ،
فتارة تجعل الإنسان في
زنزانة الهموم والغموم ، يصول ويجول
فيها بنفسية متعبة ، وآمال
محطمة ، وتفكير ممزق ، حتى يجني
من ذلك الشقاء واليأس
والإحباط .
ينبغي على المؤمن أن يوقن
بأن حال المشقة والتعب والآلام
والمصائب أمر طبيعي في حياة
الإنسان ( لقد خلقنا الإنسان في
كبد ) يقول القرطبي رحمه
الله في تفسيره :قال علماؤنا : ( أول
ما يكابد الإنسان قطع سرته ,
ثم يكابد الضيق والتعب , ثم يكابد
الارتضاع , ولو فاته لضاع ,
ثم يكابد نبت أسنانه , وتحرك لسانه ,
ثم يكابد الفطام , الذي هو
أشد من اللطام , ثم يكابد الختان ,
والأوجاع والأحزان , ثم
يكابد المعلم وصولته , والمؤدب وسياسته
, والأستاذ وهيبته , ثم يكابد
شغل التزويج والتعجيل فيه , ثم
يكابد شغل الأولاد , والخدم
والأجناد , ثم يكابد شغل الدور , وبناء
القصور , ثم الكبر والهرم , وضعف الركبة والقدم , في مصائب يكثر
تعدادها , ونوائب يطول
إيرادها , من صداع الرأس , ووجع
الأضراس , ورمد العين , وغم
الدين , ووجع السن , وألم الأذن .
ويكابد محنا في المال والنفس
, مثل الضرب والحبس , ولا يمضي
عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة
, ولا يكابد إلا مشقة , ثم الموت
بعد ذلك كله , ثم مساءلة
الملك , وضغطة القبر وظلمته ثم البعث
والعرض على الله , إلى أن
يستقر به القرار , إما في الجنة وإما
في النار) ومع تنوع الآهات
والزفرات والمتاعب ، يظل التفاؤل له
رونقا من نوع آخر - يكفي
بأنه يزرع الأمل - يكفي بأنه يعمق الثقة
في النفس ~ يكفي بأنه يدفع
للنشاط والعمل - .
إن أعظم أمر في التفاؤل هو حسن
الظن بالله والتوكل عليه ،
فذلك باعث على أن وراء
المحنة والمصيبة فرج قريب ، و يسر
رهيب ، و أجر كبير ، فإذا
أوكل الإنسان نفسه لربه ، واتسم
بالرضا على القضاء ، وتحلى
بالصبر ، وتسلح بالدعاء ، فإن ذلك
يقود لحالة نفسية إيجابية
تقاوم أحزان الحياة وآهاتها ، وتدكدك
جبال اليأس وقشورها .
مهما أظلمت عليك الدروب فحدث
نفسك على التفاؤل ، فإن ذلك
أجمل حديث للنفس في ظل
الظروف والمصائب ، وليكن هذا
الحديث موضوعيا بحيث لا
يُبنى على نتائج مثالية ، فيكفي من
حديث النفس بالتفاؤل الراحة
والسعادة والأنس ، ولو حصلت
النتيجة المرجوة ، كان لذلك
لذة لا يطعمها اليائسين المحبطين .
ما أجمل التفاؤل في زمن
الشدائد
فهو يحيى الآمال في جوف
الآلام ، ويسكب طعم لذة الفرج بعد
ظمأ التعب والأرق ، ويعيد
الحياة المشرقة والإبتسامة الناصعة .
إذا ً ارفع شعار " أنا
متفاءل "
حينئذ نقول :
وداعا للحزن " وداعا للأسى " وداعا للألم " وداعا لليأس فما
أضيق العيش لولا فسحة الأمل .
الموضوع منقول
2010-09-29, 19:46 من طرف بدر
» موسوعة الهدي و النور للشيخ الألباني علي اسطوانة dvd
2010-06-13, 01:43 من طرف resala
» إن لله وإنا اليه راجعون
2010-06-02, 14:20 من طرف سعوديه ذوق
» أرقام المشايخ وطلبة العلم والمفسرين
2010-06-02, 13:49 من طرف سعوديه ذوق
» أنت رائــــــــــــــــــــــع
2010-06-02, 13:42 من طرف سعوديه ذوق
» خلفيات لسطح المكتب روعة
2010-06-02, 09:11 من طرف سعوديه ذوق
» دعواتكم لرجالنا
2010-04-10, 20:24 من طرف $M$͵ɌôOô
» رحال وريم العساف هلاوين ومرحبتين
2010-03-24, 15:07 من طرف امة الله
» ღ♥ღ حكاية رماديةإحترقت ألوانها /بـ الأمس ღ♥ღ
2010-03-22, 22:46 من طرف الشوق عطري
» لوحات وبطاقات
2010-03-22, 22:24 من طرف الشوق عطري
» ربي مااحلمك!
2010-03-20, 04:06 من طرف امة الله
» أسأل الله أني أكون ضيف خفيف عليكم
2010-03-19, 04:39 من طرف لطوف الخير
» غرقْ الغ‘ـرقاآنْ أكثرْ ~’’
2010-03-19, 04:21 من طرف لطوف الخير
» يالله ..يالله .. يالله
2010-03-18, 01:40 من طرف $M$͵ɌôOô
» نصائح قبل طرح أي موضوع في القسم الاسلامي
2010-01-28, 19:33 من طرف لطوف الخير