منتدى أحفــــــــــاد آدم

الله الله 000في أصحابي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الله الله 000في أصحابي 829894
ادارة المنتدي الله الله 000في أصحابي 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى أحفــــــــــاد آدم

الله الله 000في أصحابي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الله الله 000في أصحابي 829894
ادارة المنتدي الله الله 000في أصحابي 103798

منتدى أحفــــــــــاد آدم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى أحفــــــــــاد آدم

منتدى اسلامي شامل وفق الكتاب والسنة

المواضيع الأخيرة

» هلا وغلا بسعودية ذوق
الله الله 000في أصحابي Empty2010-09-29, 19:46 من طرف بدر

» موسوعة الهدي و النور للشيخ الألباني علي اسطوانة dvd
الله الله 000في أصحابي Empty2010-06-13, 01:43 من طرف resala

» إن لله وإنا اليه راجعون
الله الله 000في أصحابي Empty2010-06-02, 14:20 من طرف سعوديه ذوق

» أرقام المشايخ وطلبة العلم والمفسرين
الله الله 000في أصحابي Empty2010-06-02, 13:49 من طرف سعوديه ذوق

» أنت رائــــــــــــــــــــــع
الله الله 000في أصحابي Empty2010-06-02, 13:42 من طرف سعوديه ذوق

» خلفيات لسطح المكتب روعة
الله الله 000في أصحابي Empty2010-06-02, 09:11 من طرف سعوديه ذوق

» دعواتكم لرجالنا
الله الله 000في أصحابي Empty2010-04-10, 20:24 من طرف $M$͵ɌôOô

» رحال وريم العساف هلاوين ومرحبتين
الله الله 000في أصحابي Empty2010-03-24, 15:07 من طرف امة الله

» ღ♥ღ حكاية رماديةإحترقت ألوانها /بـ الأمس ღ♥ღ
الله الله 000في أصحابي Empty2010-03-22, 22:46 من طرف الشوق عطري

» لوحات وبطاقات
الله الله 000في أصحابي Empty2010-03-22, 22:24 من طرف الشوق عطري

» ربي مااحلمك!
الله الله 000في أصحابي Empty2010-03-20, 04:06 من طرف امة الله

» أسأل الله أني أكون ضيف خفيف عليكم
الله الله 000في أصحابي Empty2010-03-19, 04:39 من طرف لطوف الخير

» غرقْ الغ‘ـرقاآنْ أكثرْ ~’’
الله الله 000في أصحابي Empty2010-03-19, 04:21 من طرف لطوف الخير

» يالله ..يالله .. يالله
الله الله 000في أصحابي Empty2010-03-18, 01:40 من طرف $M$͵ɌôOô

» نصائح قبل طرح أي موضوع في القسم الاسلامي
الله الله 000في أصحابي Empty2010-01-28, 19:33 من طرف لطوف الخير


    الله الله 000في أصحابي

    بدر
    بدر
    المدير العام
    المدير العام


    الله الله 000في أصحابي Empty الله الله 000في أصحابي

    مُساهمة من طرف بدر 2009-09-23, 07:29


    الله الله ... في أصحابي .
    الشيخ . السيد عبد المقصود عسكر .





    الحمد لله الواحد الأحد جمع قلوب أوليائه على حبه وحب من يحبه والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة سيدنا محمد بن عبد الله الذي قال الله في حقه (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) (آل عمران: 31) صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وكل من والاه واتبع هداه.
    "وبعد" من المعلوم أن الإسلام دعا إلى عبادة الله وحده لا شريك له واتباع هذا الدين يوحدون الله عز وجل ويعبدونه حق عبادته ويكافئهم الله على ذلك بتوحيد صفهم وجمع شملهم يقول سبحانه (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) (الأنفال: 63).
    ولأن وحدة الأمة نتيجة لتوحيدها لله وجدنا تعاليم الإسلام ترفض العنصرية وتحارب العصبية بكل أشكالها، القومية والعرقية والمذهبية ومعلوم أن التعصب يأتي نيتيجة سببين أساسيين .

    أولهما: الرغبة في الظهور وحب الزعامة والسمعة.
    وثانيهما: الجهل بحقيقة الدين وسوء الفهم لتعاليمه.

    والسبب الأول علاجه الإخلاص والتجرد بأن يقصد المؤمن بقوله وعمله رضا الله وحده لا شريك له مدركًا أن الله لا يقبل عملاً إلا إذا كان خالصًا لوجهه إن الإخلاص يهيئ صاحبه لقبول الرأي الآخر إذا ظهر له أنه الصواب ما دام لا يريد الشهرة ولا يبغي الانتصار.
    والسبب الثاني علاجه الفهم السليم والفقه القويم:
    إن الفهم السليم يحقق رحابة الصدر وسعة الأفق والاعتقاد بأن الرأي الآخر قد يكون هو الصواب، ومن هنا فقد أثر عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قوله: إذا صح الحديث فهو مذهبي، وإن خالف مذهبي فاضربوا بمذهبي عرض الحائط".
    ويروى عن أبي حنيفة رضي الله عنه قوله "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

    أعداؤنا يدركون أن وحدتنا من أهم ركائز قوتنا ولذلك حرصوا دائمًا على بذر بذور الشقائق على مدى الزمن.
    كلنا يعرف ما فعله "شاس بن قيس" حين رأى ما عليه الأوس والخزرج من ألفه ومحبة غاظة ذلك ودس عليهم في مجلس لهم رجلاً من اليهود فأنشدهم شعرًا قاله أحد الحيين في حربهم يوم بعاث. فقال الحي الآخر: قد قال شاعرنا كذا وكذا فثارت الحمية في القلوب فتشابكوا بالأيدي وأعدوا السلاح للمواجهة وقال أحدهم يا للأوس وقال آخر يا للخزرج وكادت الحرب أن تقع بسبب الفتنة التي أثارت العصبية وأطلت العنصرية برأسها لولا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم علم بالأمر فعالجه بحكمته وذكرهم بالله فبكوا وعانق بعضهم بعضا وماتت الفتنة في مهدها.
    وفي هذا نزل قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقًا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمكانكم كافرين (100) وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم (101) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون (102) واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ) (آل عمران: 100 – 103).
    ثم بعد ذلك نبه الله تعالى هذه الأمة الموحدة والموحدة إلى ضرورة قيامها برسالتها التي تضمن لها الفلاح فقال عز وجل (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104)) (آل عمران 104).
    ثم يحذر الله الأمة من الاختلاف والتفرق فيقول (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم (105)) (آل عمران: 105).
    وعلى الرغم من هذا فإن البعض يرفض الحديث عن كيد الأعداء ويقولون لنا اتركوا الكلام عن نظرية المؤامرة.
    ولا أدري كيف لا ننتبه إلى وجود مؤمرات وقد سجل القرآن حديثًا واضحًا يثبت وجودها ويكشف عن أساليب المتآمرين ويحذرنا من الوقوع في شباكهم.
    ومع هذا فلا بد أن ندرك أنت الميكروبات حين تهاجم الجسد القوي السليم فإنه يرفضها ويقاومها بما لديه من حصانة ومناعة لكن الجسم الضعيف مهئ لقبول الإصابة بها.
    ولهذا فإن علينا أن نجد في جمع كلمتنا وتوحيد صفوفنا، وأن ننبذ العصبية والعنصرية بكل أشكالهما، وأن نعتصم بحبل الله جميعًا ولا نتفرق، وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

    وفي خطبة الوداع أكد رسول الله صلوات الله وسلامة عليه على كثير من التعاليم الهامة، وكان مما قال "ألا لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض إن دعاءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم القيامة(1)".
    ومن الواضح أنه صلوات الله وسلامه عليه يقصد بالكفر حدوث الفرقة والتنازع الذي يردي إلى التقاتل، ولا يقصد الكفر الذي يخرج من الملة لانه قال أيضًا "إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه أبدًا، ولكنه إن يطمع فيما سوى ذلك فقد رضي به، مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم (2)".
    وفي هذه الخطبة نفسها حدد لنا المراجع التي تضمن لنا السلامة ما دمنا ملتزمين بها، فقال "وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدًا أمرًا بينًا كتاب الله وسنة نبيه (3)".
    وقد ورد أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال في موضع آخر "إني تارك فيكم الثقلين فإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي (4)".
    ومعنى هذا ان السول امرنا بالتمسك بهما في المقدمات الدينية والاحكام، فمن خالفهما في الأمور الشرعية اعتقادًا وعملاً فهو ضال ومذهبه باطل وهذا شبيه بقوله صلوات الله وسلامه عليه عن الفرقة الناجية "ما أنا عليه وأصحابي (5)".

    ولا شك أن بيت النبوة من أعظم البيوت صحبة وقدوة لقول الله تعالى (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفًا (32) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا (33)) (الأحزاب: 32-33).
    إن أصحاب رسول الله هم خير قرون البشرية على الإطلاق للحديث الشريف "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم" يقول عمران بن حصين راوي الحديث فلا أدرى أذكر قرنين أو ثلاثة ثم قال (6): "إن بعدهم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن (7)".

    إن على هذه الأمة إذا كانت تريد أن تجمع صفها وتوحد كلمتها أن تتمسك بهذا النهج ولا تحيد عنه قيد أنملة لأنه هو النهج الذي صنع الأمة ابتداء وجعلها خير أمة أخرجت للناس. وهو الذي غير حالها إلى أحسن حال، مصداقًا لقول الله تعالى (واذكروا إن أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون(26) (الأنفال: 26).
    وهذا هو ما كان عليه سلف هذه الأمة وأئمتها الأعلام من أهل البيت وغيرهم فقد روى عن أبي جعفر عن أبيه على بين الحسين رضي الله عنهم أجمعين أنه قال لجماعة خاضوا في أبي بكر وعمر ثم عثمان: ألا تخبروني من أنتم أنتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون؟ قالوا: لا قال: فأنتم الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم هم المفلحون؟ قالوا لا قال: أما أنتم فقد برئتم أن تكونوا في أحد هذين الفريقين. وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم (Cool.
    إن الطريق الذي ساروا فيه هو نفس الطريق الذي يجب أن نسير فيه والنهج الذي اتبعوه هو نفس النهج الذي يجب أن نتبعه. تعظيم قدر أصحاب رسول الله جميعًا عملاً بالقرآن والسنة اللذين وضعاهم في عليين في مقام يليق بصحبتهم لأشرف الخلق.

    وما جاء عن ذلك في القرآن كثير ، من ذلك قول الله عز وجل (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله... (9)) (آل عمران: 110).
    والصحابة أول داخل في هذا الخطاب الإلهي حتمًا. فإذا أضيف إلى ذلك الحديث الشريف "خير القرون قرني..." لم يكن أحد أعظم مقامًا من مقامهم إلا الأنبياء ولم يكن أحد أعلى منزلة من منزلتهم فقد ارتضاهم الله لصحبة نبيه ونصرته، وكانوا أوفياء لدعوتهم حتى لقوا ربهم.
    ومن ذلك قول الله عز وجل (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطاه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرًا عظيمًا (29)) (الفتح: 29).
    ولم يكن مع محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم غير هؤلاء الأصحاب الكرام الذين كانوا ألوفًا مؤلفة وكانوا أشداء على الكفار رحماء بينهم وقد استجمعوا في أنفسهم هذه الصفات التي ذكرها الله عز وجل بعد ذكرها سابقًا في التوراة والإنجيل وكفى بذلك شرفًا وفضلاً.
    ومن ذلك قول الله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم) (التوبة: 100).
    أفبعد أن أعلن الله سبحانه أنه قد رضي عنهم وأنهم رضوا عنه، وأنه أعد لهم جنات النعيم يليق بمسلم أن يسخط عليهم أو يبغضهم؟
    ومن ذلك قول الله تعالى (لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وآثابهم فتحًا قريبًا (18) (الفتح: 18).

    إن العقيدة الصحيحة التي لا يرتاب فيها مؤمن صادق الإيمان أن الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا عدول، وأن ما صدر من بعضهم من هفوات بدواعي صفة البشرية قد غفره الله لهم بدليل قول الله تعالى (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم (117) وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو الثواب الرحيم (118) (التوبة: 117-118).
    ومن ذلك قول الله تعالى (وما لكم إلا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير (10) (الحديد: 10).
    نعم هم على درجات كما تصرح به هذه الآية الكريمة، ولكن الآية تقول أيضًا "وكلا وعد الله الحسنى" وهذا كاف جدًا في تعظيمهم وإعلاء شأنهم والاعتراف بفضلهم.

    وأما ما ورد في السنة المطهرة فهو كثير جدًا، منه ما جاء في مدحهم إجمالاً ومنه ما جاء في فضل آحاداهم، ويعنينا في هذا المقام ما جاء في مدحهم وبيان فضلهم إجمالاً.
    من ذلك ما روى عن عويمر بن ساعدة رضي الله عنه أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال: "إن الله اختارني واختار لي أصحابًا فجعل لي منهم وزراء وأنصارًا وأصهارًا، فمن سلهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً (10)".
    كما روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه صلوات الله وسلامه عليه قال "إن الله اختارني وأختار لي أصحابًا واختار لي منهم أصهارًا وأنصارًا، فمن حفظني فيهم حفظة الله، ومن آذاني فيهم آذاه الله (11)".
    فهل يليق بمسلم أن يظن أن الله قد اختار محمدًا وحده وجعله رحمة للعالمين وأنه التقى بمن اتبعوه من المهاجرين والأنصار مصادفة ودون تدبير واختيار الله عز وجل؟
    لقد اختار الله لخير خلقه خير صحبة تكون معه تؤمن به وتنصره وتضحي من أجله بالغالي والنفيس من المال والاهل والأرواح حتى رفعوا راية الإسلام عالية خفاقة، ولا شك أن الله قد اختار خير الأصحاب لصحبة خير الأنبياء وذلك من البديهيات التي لا يحق لأحد أن ينكرها إلا جحودًا أو مكابرة وعنادًا.
    ومن ذلك ما روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: "إذا أراد الله برجل من أمتي خيرًا ألقى حب أصحاب في قلبه (12)".
    ومن ذلك ما روى عن عبد الله بن مغفل أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فلقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن أذى الله يوشك أن يأخذه (13)".

    إن المنطق السليم حقًا يجعلك تحب أحباب حبيبك وتبغض أعداء حبيبك فليس من المنطق ولا من العقل أن يبغض المرء أحباب حبيبه وأن يحب أعداء حبيبه.
    ومن ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحذ ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصفيه (14)".
    إن الإيمان بهذه الحقائق الناصعة هو الذي يضمن السلامة من الفتنة في الدين ويجنب الوقوع في مهاوي الضلالة.
    ذلك لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هم الذين عايشوه وتربوا على عينه، وهم الذين كانوا وسائط نقل الوحي إلينا سواء في ذلك الكتاب أو السنة، وأي تشكيك في فضلهم أو اتهام لهم في عدالتهم يقدح في معلمهم الأعظم سيد الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه، وأنه – حاشاه – قد فشل في تربية الجيل الأول فما الظن بمن جاء بعدهم؟
    كما أن التشكيك في فضلهم وعدالتهم يقدح في الإسلام كله لأنه لم ينقل إلينا إلا عن طريقهم وأيضًا فإن التشكيك في فضلهم وعدالتهم يقدح في الإسلام كله لأنه لم ينقل إلينا إلا عن طريقهم. وأيضًا فإن التشكيك في فضلهم وعدالتهم يعد معارضة صريحة للقرآن الكريم وللسنة المطهرة فهل يكون مسلمًا حقًا من يفعل ذلك وهو يعلم ما يفعل وما يؤدي إليه من نتائج خطيرة على نفسه وعلى دين الله الكامل الذي ارتضاه الله لنا دينًا فقال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا.. ) (المائدة: 3).

    أما ما وقع من خلاف أدى إلى قتال بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فإن المنهج المؤدي إلى السلامة في النظر إليه ما نقل عن الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله من أن الخوض فيما شجر بين الصحابة منهي عنه لأنه سيؤدي إلى القدح في بعضهم وهو معارض لصريح القرآن الكريم والسنة المطهرة من الثناء عليهم كما أنه مدخل للشيطان والفرقة وما علينا إلا أن نتعظ بسيرتهم فقد أفضوا إلى ربهم وما أجمل ما قاله أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين سئل عما شجر بين الصحابة فقد قال: "تلك دماء طهر الله منها أسنتنا فلنطهر منها ألسنتنا".
    فواجبنا أن نطوي هذه الصفحات وأن نطيل النظر في صفحات الجهاد والثبات والبذل والعطاء، والتضحية والفداء والصحبة والإخاء حتى ننطلق للبناء (15)".
    وإلى مثل هذه الوجهة الآمنة الرشيدة ذهب الإمام ابن تيمية رحمه الله فقال "وكذلك نؤمن بالإمساك عما شجر بينهم، ونعلم أن بعض المنقول عنهم في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين إما مصيبين لهم أجران أو مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطؤهم، وما كان لهم من السيئات – وقد سبق لهم من الله الحسنى – فإن الله يغفرها لهم إما بتوبة أو حسنات ماحية، أو مصائب مكفرة أو غير ذلك فإنهم خير قرون هذه الأمة كما قال صلوات الله وسلامه عليه: "خير القرون قرني الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم (16)".
    وهذه خير أمة أخرجت للناس (17).

    أما عن الخلاف الفقهي فهو أمر واقع وحتمي وله مبرراته وهو السبب في تعدد المذاهب وهو ضرورة لابد منها، وكلهم من رسول الله ملتمس وقد كان الجيل الأول الذين رباهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يختلفون في الأمور الفقهية ولا يفترقون ولا يتباغضون وللإمام ابن تيمية في هذا كلام نفيس هو: وأما الاختلاف فأكثر من أن ينضبط ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يسد بين المسلمين عصمة ولا أخوة (18)".
    والإمام الشيخ حسن البنا حدد معالم هذه القضية في كلمات نورانية فقال: "والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين ولا يؤدي إلى خصومة أو بغضاء ولكل مجتهد أجره، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب (19)".
    وعلى هذا فإن الخلاف في الفروع لا يضر إلا إذا صاحبه تعصب ومراء لأنه حينئذ يصير آفة تضل أصحابها وتهلك الأمم وهو ما حذر منه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في قوله "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل (20)".

    هذا هو طريق السلامة والعافية الذي يجمع الكلمة ويوحد الصفوف ويقضي على أسباب التنازع والفرقة.
    بقي أن نقول أخيرًا: إذا ظهر في أي وقت بعض المبتدعين الذين يثيرون الفتنة، ويفرقون الامة بالأباطيل والأراجيف فإنه يجب على الفريق الذي يدعى هذا المبتدع أنه ينتمي إليه أن يفضحه ويتبرأ منه حتى لا يتهم الآخرون بموافقته بالسكوت أو تأييده بالصمت. فالسكوت هنا ليس من ذهب ولا فضة ولا حتى من صفيح بل هو من نار تشتغل وتقضي على الأخضر واليابس وتقر عيون الأعداء.
    والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-25, 08:07